سلسلة مقالات – الانضباط الوظيفي
بقلم د/ محمود الضابط
المقالة الأولى
أخلاقيات العمل والإنضباط الوظيفى
ما المقصود بأخلاق وآداب العمل ؟
وما أهميتها في منظمات الأعمال
في أبسط تعريف الأخلاق هي :
” أن تعرف ما هو التصرف الصحيح وما هو التصرف الخطأ ثم أن تفعل ما هو صحيح ” .
وهذا تعريف بسيط ومحدد وواضح .
ولكن المسألة في واقع الأمر ليست بهذه البساطة والوضوح .
لأن التصرف الصحيح كثيراً ما تحيطه ظلال الغموض والحيرة، بل أن الإنسان كثيراً ما يطلب منه الاختيار بين بديلين يبدو أن كليهما صحيح …
وصحيح أن غالبية التصرفات الخاطئة تكون واضحة مثل السرقة أو الكذب أو الغش، ولكن الحياة في الواقع ليست كلها أبيض وأسود .
إن السؤال الصعب ليس هو ما الذي يجب علينا ألا نفعله، وإنما السؤال الصعب حقيقة هو : ما الذي يجب أن نفعله؟
مفهوم الأخلاق
الأخلاق:
- هي مجموعة القواعد والمبادئ التي يخضع لها الإنسان في تصرفاته ويحتكم إليها في تقييم سلوكه.
القيم:
- معايير وأحكام تتكون لدى الفرد من خلال تفاعله مع المواقف والخبرات الفردية والاجتماعية.
- أو هي تعبير عن المعتقدات الشخصية للفرد وهي التي تحدد ما يجب أن يفعله أو لا يفعله وما هو صحيح أو خطأ وهي التي توجه سلوكنا مع الآخرين.
الانضباط والالتزام الوظيفي:
أخلاقيات العمل :
هي المبادئ والمعايير، التي تعتبر أساساً للسلوك المستحب من أفراد العمل ويتعهد أفراده بالالتزام به.
آداب المهنة:
هي مجموعة القواعد والأصول المتعارف عليها عند أصحاب المهنة الواحدة.
الشركة منظمة أخلاقية
الالتزام الخلقي حتمي :
لما كانت الشركة معنية أساساً بتقديم خدمة لعة أو وتحسين ظروف الإنسان، فإنها تكون منظمة أخلاقية بالضرورة، وعليها بالتالي أن تحرص على تنمية بيئة أخلاقية في التنظيم وإلا عجزت عن النهوض برسالتها ، فلا انفصال بين تحقيق رسالة الشركة وبين التزامها بالأخلاق، ولا يتصور منطقياً الزعم بأن الشركة نجحت في إنتاج السلع بالكمية المخططة وتحقيق الأرباح المنشودة في حين أن سلوكياتها وسلوكيات أعضائها غير متمشية مع الأخلاق.
والمقصود هنا ألا نكتفي بتحقيق الوعي الأخلاقي، وإنما أن ننتقل إلى الالتزام الأخلاقي ليس فقط على مستوى الفرد وإنما على مستوى المجموع فيتقبل الموظف ويتحمل المسئولية بشأن أخلاقياته هو كفرد وبشأن أخلاقيات الشركة ككل .
هاتان هما أهم دعامتان في البيئة الأخلاقية للشركة:
- الوعي الخلقي
- الالتزام الخلقي
ما تعريف أخلاق العمل ؟
أخلاقيات العمل مجموعة من معايير السلوك الرسمية وغير الرسمية التي يستخدمها المدراء والعاملون كمرجع يرشد سلوكهم أثناء أداء وظائفهم .
لماذا نهتم بالأخلاق في بيئة العمل ؟ :
1- المنافع المترتبة على الالتزام الأخلاقي في الأعمال عموماً
يقولون “إنك إذا وظفت شخصاً لديك فقد وظفت أخلاقه معه” هذه قاعدة سلوكية عامة، فلا يتصور منطقياً أن ينفصل الشخص عن خلقه عندما يطلب منه التصرف الحر، وقد نلتزم بالقواعد واللوائح ولكن هذا الالتزام يتأثر بعمق وصلابة الاقتناع بالأساس الخلقي لهذه القواعد واللوائح، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن هناك عشرات المواقف التي يطلب فيها التصرف دون أن يكون هناك حكم واضح في القواعد واللوائح. من هنا كان الالتزام الخلقي ضرورياً ، ولذلك منافع عديدة .
2- الاهتمام بالأخلاق يسهم في تحسين المجتمع ككل :
فتتراجع الممارسات الظالمة، وتتوافر الفرص المتكافئة للناس، وتنفذ الأعمال بواسطة الأعلى كفاءة، وتستخدم الموارد المحدودة فيما هو أكثر نفعاً، ويقطع الطريق على الطفيليين والمتربحين تدريجياً، ويتسع بالتدريج أيضاً، أمام المجتهدين. كل هذا وغيره يتحقق إذا إلتزم الجميع بالأخلاق .
3- الالتزام بأخلاقيات العمل يسهم في شيوع الرضا الاجتماعي :
بين غالبية الناس كنتيجة لعدالة التعامل والمعاملات والعقود وإسناد الأعمال وتوزيع الثروة وربط الدخول بالمجهود … الخ .
4- أخلاقيات العمل تدعم البيئة المواتية لروح الفريق وزيادة الانتاجية :
وهو ما يعود بالنفع على الفرد وعلى المنظمة وعلى الجميع .
5- إدارة أخلاقيات العمل بكفاءة تشعر العاملين والمديرين بالثقة بالنفس :
والثقة في العمل وبأنهم يقفون على أرض صلبة ونزيهة وشريفة، وكل هذا يقلل القلق والتوتر والضغوط ويحقق المزيد من الاستقرار والراحة النفسية .
6- إن الالتزام الخلقي في المنظمة يؤمنها ضد المخاطر بدرجة كبيرة :
حيث يكون هناك التزام بالشرعية، وابتعاد عن المخالفات، أو الجرائم، والتمسك بالقانون، فالقانون من قبل ومن بعد ما هو إلا قيمة أخلاقية .
7- الالتزام بأخلاقيات العمل يدعم عدداً من البرامج الأخرى الهامة :
مثل برامج التنمية البشرية، وبرامج الجودة الشاملة، وبرامج التخطيط الاستراتيجي، وكل هذا يصب في اتجاه دعم المنظمة وتنميتها ونجاحها .
8- إن الالتزام بمواثيق أخلاقية صارمة يدفع المتعاملين إلى اللجوء في تعاملاتهم إلى الجهات الملتزمة أخلاقياً، وبالتالي تنجح الممارسة الجيدة أو الصحيحة في طرد الممارسة السيئة من ساحة الأعمال .
9- إن وجود ميثاق أخلاقي تلتزم به المهنة أو المنظمة يكون بمثابة دليل أو مرجع يسترشد به الجميع ليس فقط في تصرفاتهم، وإنما أيضاً عندما تثور الخلافات أو يثور الجدل حول ما هو السلوك الواجب الإتباع .
من أين نستمد المبادئ الأخلاقية ؟
تستمد المعايير الأخلاقية من مصدرين رئيسيين :
- المصدر الأول :
القيم الإنسانية الأساسية المنبثقة من الديانات السماوية :
“إنما بثت لأتمم مكارم الأخلاق”
ومن أمثلة هذه القيم الأمانة والصدق وعدم إيذاء الغير .
- المصدر الثاني :
الثقافة السائدة في المجتمع وما يفعله الآخرون. فما يشاهده الفرد في سلوكيات الآخرين لابد سيترك أثر عليه أحياناً، بل إن تصرف رئيس الشركة مثلا يمكن أن يصبح معياراً نقيس عليه للاختيار بين تصرفين مطروحين للمناقشة والسلوك .
فيما يلي أهم الأخطاء الشائعة فيما يخص أخلاقيات المهنة عموماً ، وأخلاقيات العمل الجماعي خصوصاً:
(1) أخلاقيات المهنة تعني فقط الالتزام بالقوانين والقواعد القانونية الحاكمة للعمل :
ويترتب على مثل هذا الاعتقاد أن ننظر إلا الأخلاق على أنها تطبيق لقواعد قانونية محددة، ويصبح قانون الشركة مثلاً هو المرجع فيما يخص الحكم الأخلاقي بالعمل المؤسسي .
وهذا الطرح غير كاف بالتأكيد لعدة أسباب :
1/1 فالقانون عادة ما يتضمن قواعد عامة بدرجة كبيرة ولا تتطرق إلى تفاصيل المواقف العديدة التي يحتاج فيها الموظف إلى مرجعية أخلاقية .
1/2 إذا كانت القواعد الأخلاقية حين تستقر تماماً تجد طريقها إلى النصوص القانونية، فالواقع يقول إن كثيراً جداً من القواعد والمبادئ الأخلاقية لم يتم إستقرارها تماماً وبالتالي لا ينص عليها في القوانين.
1/3 أن النصوص القانونية ذاتها قد تحتاج إلى التفسير، وقد يختلف المفسرون في تفسيراتهم، بل وقد لا ترجع إختلافاتهم أحياناً إلى أسانيد موضوعية أو حجج منطقية، ولا غنى بالتالي عن الحكم الأخلاقي للشخص صاحب التصرف .
(2) أخلاقيات العمل مسألة دينية ولا شأن لنا بها لأنها تخص علاقة العبد بربه . ويترتب على ذلك ضياع أو غموض كثير من القواعد في زحام المجادلات الدينية، وربما اختلاف الأديان، بل وقد ينزلق المسئول إلى أن يترك المخالفين ليحاسبهم الخالق، أو لتؤلمهم ضمائرهم .
والحقيقة أننا في أخلاقيات المهنة نتعامل مع قضية إدارية وليست دينية، وما نحن معنيون به ليس تغيير المعتقدات والقيم وإنما إدارتها وفض النزاع فيما بينها. ولو كان الاحتكام لحكم الدين متيسراً وقاطعاً في تبيان السلوك الواجب في كل الحالات، ما اختلف الناس حول هل يحق للمحجبة أو المنقبة أن تدخل الجامعة أم لا……. .
(3) أخلاقيات العمل مسألة تقررها إدارة الشركة ولا يقررها العامل أو الموظف:
ويتصور هذا الطرح ان الشركة ستضع قوائم تفصيلية بما يجب وما لا يجب في كل صغيرة وكبيرة بحيث لا يترك مساحة لتقدير الموظف وحكمه الأخلاقي . وواقع الأمر أن الشركة تضع سياسة وقواعد عامة وربما إجراءات تنفيذية أحياناً، ويبقى المدير أو الموظف هو صاحب الحكم الأخلاقي الذي يسأل عنه في تطبيق تلك السياسات والقواعد وفي تنفيذ تلك الإجراءات .
مفهوم الانضباط الوظيفى
الانضباط والالتزام الوظيفي:
مفهوم الانضباط:
◦ لغة من الضبط. يقال ضبط الشيء إذا حفظه بالحزم
◦ وهو الحزم في تنظيم الأمور سواء الانضباط في الأوقات أو التصرفات.
الضبط والانضباط في اللغة :
- الضبط: لزوم الشيء وحبسه.
- وضبط الشيء حفظه بالحزم، والرجل الضابط أي حازم.
- ورجل ضابط : شديد البطش والقوة والجسم.
- الضابط القوي على عمله.
- ورجل ضابط للأمور: كثير الحفظ لها .
- قال ابن دريد : ضبط الرجل الشيء يضبطه ضبطاً إذا أخذه أخذاً شديداً .
- وفلان لا يضبط عمله، أي لا يقوم بما فوض إليه.
- ويقال فلان لا يضبط عمله إذا عجز عن ولاية ما وليه .
)لسان العرب -تاج العروس)
الانضباط والالتزام الوظيفي :
الفرق بين الانضباط والإتقان:
◦ الإتقان هو إحكام الشيء , وأداؤه بأفضل طريقة ممكنة.
◦ قد يقوم الفرد بأداء العمل، لكن لا يعني هذا أنه أتقنه
◦ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه).
فلسفة ”د ا م“، ثالوث الإتقان والذي تفيد بأن إنجاز الأعمال لا يعني إتقانها، وأن الإتقان مستوى أرفع:
- د: دقــــة (عدم التشتت والدقة في تحديد الهدف)
- ا: اهتمام (الاهتمام بكل ما من شأنه تحقيق الهدف)
- م: متابعة (المراجعة المستمرة على الأداء وتقييمه)
الانضباط
الدلالة والمقصود
1- الانضباط في الوقت :
المحافظة والاستثمار لثروة الزمــان.
2- الانضباط في الأداء :
القدرة على الاتقان والإنجاز والإنتاج .
الانضباط
خسائر ومخاطر
الآثار المادية :
- إضاعة الأوقات .
- تعطيل المنجزات .
- إهدار الإمكانيات .
الآثار النفسية :
- التبلد واللا مبالاة .
- التثبيط والإحباط .
- التوتر والخلافات .
الآثار الإدارية :
- الترهل والبيروقراطية .
- العجز عن المنافسة .
- الصورة السلبية النمطية .
الآثار الإدارية :
- الترهل والبيروقراطية .
- العجز عن المنافسة .
- الصورة السلبية النمطية .
الطريق إلى الانضباط….
* * *
انتهت بحمد الله المقالة الأولى لمسار كيم التعليمى للانضباط الوظيفي
بقلم الدكتور / محمود الضابط – كلية التجارة جامعة عين شمس
– تابعنا على صفحة موسوعة كيم لتنمية المهارات وبناء القدرات
أو تواصل معنا ( مركز الخبرات الإدارية والمحاسبية / كيم ) على رقم جوال أو واتس أب : 00201005289720
====================
هذه المادة محمية بحقوق الملكية لمركز كيم للتدريب والإستشارات ولايحوز الاقتباس منها الا بعد اذن كتابي من المالك CAME CENTER
اعداد / حمدي حسن – نائب مدير التدريب بمركز كيم