سلسلة مقالات – الانضباط الوظيفي
بقلم د/ محمود الضابط
المقالة الثالثة
تمارين تقوية عضلة الانضباط
هل من الممكن أن يفيد انضباطك الشخصى من بعض التحسين ؟ اطرح على نفسك الأسئلة التالية:
- هل تشوبنى العديد من العادات السيئة التى حاولت مراراً وتكراراً التخلص منها دون فائدة ؟
- هل أميل إلى الارتجال بدلاً من ان اتبع جدولاً زمنياً محدداً ؟
- هل كثيراً ما أقول أو أفعل أشياء أندم عليها ؟
- هل أجد صعوبة فى بدء المشاريع ؟
- هل عادة ما لا اطيق صبراً عندما أضطر إلى الانتظار ؟
- هل تنقصنى الأهداف بعيدة المدى والخطط اليومية ؟
إذا أجبت بنعم عن ثلاثة من الاسئلة السابقة فأكثر فلعلك تنتمى إلى ما أطلق عليهم “المنغمسين” وهم الاشخاص الذين يتأصل التأخر لديهم فى عضلة الانضباط الواهنة إذا مس هذا وتراً حساساً لديك فلعلك ستفيد من تعلم زيادة ضبط النفس .
تطوير الانضباط
هناك ثلاثة مفاتيح أساسية لزيادة قوة الإرادة اللازمة للتغلب على التأخر والمماطلة:
- تعلم زيادة قدرتك على تحمل المنغصات .
- مارس صنع القرارت .
- تحول إلى مخطط وواضع للأهداف
فى الصفحات التالية لن تتعلم فحسب كيفية النهوض بضبط النفس فيما يتعلق بالانضباط بل ستتعلم أيضاً كيفية ممارسة قدر أكبر من قوة الإرادة فى جوانب أخرى من حياتك وبينما تتعود على ممارسة هذه الخطوات الثلاث أغلب الظن أنك ستكتشف أن ضبط النفس ليس بالشئ المرهق الذى تخيلته بل وسيلة مثيرة لتحدى نفسك واستكشاف قوتك الداخلية .
1 – زد من قدرتك على تحمل المنغصات
لنواجه الأمر ونتعرف أن السواد الأعظم منا فطر على الحاجة الملحة الاساسية للقيام بكل ماهو مريح فنحن من انصار المتعة بالفطرة ولكن القدرة على التنازل عما تحب ان تعمله فى سبيل ما يجب أن تفعله هى جزء أساسى من الانضباط ستساعدك التمارين التالية على التعود بشكل اكبر على الإقدام على مثل هذه التضحيات البسيطة :
التمرين الأول
ذق شيئاً من المنغصات يومياً ولمدة أسبوع كامل ومارس التضحية بشئ بسيط يومياً لهذا اليوم فحسب فاذاكانت عادتك هى شرب قدحين من القهوة فاحتس فنجاناً ونصف الفنجان فقط وإذا كنت تمضى 20 دقيقة إثناء الاغتسال فاجعلها 15 دقيقة وغادر المنزل صباحاً قبل القيام بشئ عادة ما تشعر بوجوب قيامك به وفكر فى الأمر كما لو كان لعبة أو اختباراً لإرادتك فى مقابل نزواتك.
وإذا مارست يومياً سياسة ” التخلى عن شئ ما ” فستشعر فى تحسين انضباطك بواسطة تعزيز قوة تحمل المنغصات وستبدأ فى إدارك حقيقة أن التضحية بأشياء بسيطة ليس بالأمر المزعج الذى كنت تظنه والواقع انه قد يكون فى بعض الأحيان محرراً فبدلاً من أن تظل تحت رحمة عاداتك ونزواتك ستستشعر إحساسك بالسيطرة على أفعالك .
تذكر أن قوة الإرادة هى عبارة عن عضلة كلما استخدمتها زادت قوتها وضع نصب عينيك كلمات إدوين سى . بليس مؤلف كتاب Doing It Now :
” كما تتعلم المشى بممارسته والعدو بممارسته ستتعلم أيضاً ممارسة ضبط النفس بواسطة ممارسة ضبط النفس فأنت لا ” تجلب ” لنفسك القدرة على المشى أو العدو بل تخطو خطوات متتالية تدريجية بسيطة وتكرر هذه الخطوات الصغيرة حتى حتى تعتاد عليها ثم تشرع فى القيام بخطوات اكبر “
عندما تتمكن منك نزواتك وتجد انك أصبحت تميل إلى السويف والمماطلة أو الاستسلام لإغراء القيام بعمل أخير قبل مغادرة البيت أو المكتب توقف وذكر نفسك بأنه من الضرورى أحياناً التضحية بالشعور الطيب الان فى مقابل الشعور الطيب على المدى البعيد وتذكر انك تكتسب مع كل منغص قدراً أكبر من ضبط النفس على المدى البعيد .
التمرين الثانى
قم بابتكار مجموعة من العبارات المتكررة فكما تساعد العبارات ” المنتجين ” على التعامل مع الحاجة الملحة للقيام بأمور مبالغ فيها فهى تساعد ” المنغمسين ” على ممارسة ضبط النفس فعندما تجد أنك تحاول القيام بأمر ما فى وقت ضيق جداً قبل المغادرة قم بتوظيف إنذار التنبيه الذى ألفته فى العلاج الثانى وكرر إحدى العبارات التالية :
- ” هل هذا النشاط ضرورى حقاً لتحقيق أهدافى ؟ ” و” هل تدعو الحاجة حقاً إلى القيام به الان أو حتى اليوم ؟ ” عود نفسك على أنه مهما كان هذا الامر فانه من الممكن أن ينتظر .
- ” لن يصبح هذا الامر أسهل بعد خمس دقائق ” عندما تواجه بامر لا تود القيام به بيد انه يجب عليك القيام به حقاً – مثل النهوض من النوم فى الصباح – كرر هذه العبارة لنفسك إن هذه العبارة تؤتى ثمارها لأنها صحيحة فالسواد الاعظم من المهام الصعبة لا تصبح أسهل عند تأجيلها .
2 – مارس عمل انتقالات
كم مرة توقفت فيها عن قراءة صحيفة أو مجلة أو تقرير ما فى منتصفه وألقيت نظرة على الوقت وحدثت نفسك قائلاً : ” من الأفضل أن امضى الان ” ثم استدركت وقلت لنفسك : “..بمجرد أن أصل إلى نقطة تستحق الوقوف عندها “؟ فواصلت القراءة على الرغم من أنك كنت تعلم انه حان الوقت للتوقف وتأخرت نتيجة لذلك .
إنه لأمر يدعو للسخرية أليس كذلك ؟ فنحن نرجئ القيام بعمل ما وبمجرد أن نشرع فيه نرجئ الانتهاء منه إن جزءاً من الصعوبة التى ينطوى عليها التوقف عن شئ ما فى منتصف الطريق يكمن فى الصراع الأبدى بين الألم والمتعة الذى يؤثر علينا جميعاً والانتقالات امر مزعج والانتقال من نشاط إلى اخر متى كان المرء فى منتهى السعادة والرضى بما يقوم به يتعارض مع غريزتنا الطبيعية لتجنب الألم .
فقد تنطوى مقاطعة عمل جيد على صعوبة خاصة إذا ماطلت فى الشروع بادئاً ذى بدء فسواء كنت بصدد تنظيف المنزل أو كتابة تقرير ما ينتابك شعور رائع إذ تواصل ماأنت بصدده حتى النهاية ولكن القدرة على حشد قوة الإرادة لا من أجل الشروع فى امر يجب الشروع فيه فحسب بل أيضاً تركه متى حان الوقت يعد عاملاً أساسياً فى التخلص من التسويف والتأخر .
التمرين الأول
مارس عمل الانتقالات بواسطة التمارين التالية :
- عندما تواجهك مهمة يبدو انها مستهلكة للوقت او معقدة مثل الاعداد لعرض تقديمى ضخم أو اعادة ترتيب خزانتك كرس خمس دقاءق فقط لهذا النشاط فبواسطة تكريس وقت قصير فانك تتخلص من عامل الارهاق وادراكك لحقيقة انه فى امكانك التوقف بغد وقت وجيز سيسعادك على تحفيزك للبدء ولكن بمجرد ان تشرع فى الكتابة او تبدء فى فنح ادراج مكتبك فالارجح ان قوانين القصور الذاتى ستهيمن وستتابع عملك وحسب تذكر نظرية نيوتن الاشياء الساكنة تميل الى السكون والاشياء المتحركة تميل الى الحركة .
- مارس التوقف فى منتصف الطريق سواء كنت فى منتصف قراءة رواية شيقة او مشاهدة برنامج تلفزيونى رائع مارس الاقلاع عما تقوم به قبل ان تستعد للاقلاع عنه ولو حتى لخمس دقائق فهذا التمرين كفيل بان يجعلك تعتاد على عمل الانتقالات بحيث تكون مستعداً لها متى استدعى الامر القيام بها .
3 – تحول إلى مخطط وواضع للاهداف
الفائزون يركزون والخاسرون يتشتتون .
– إدوين سى بليس مؤلف كتاب Doing It Now
- هل تضع خطة لكل يوم ؟
- هل خطتك مكتوبة ؟
- هل تضمن خطتك أنشطة ستنتقل بك إلى اهداف بعيدة المدى ؟
ما هى العلاقة التى تربط ما بين الخطط والاهداف من ناحية والإنضباط والمواظبة من ناحية اخرى ؟ أولاً فاننا نجد أن حتى أكثر الناس انضباطاً يقومون بتوظيف أدوات لإدارة الوقت للحفاظ على مسارهم وتجنب إغراء السويف والخطة اليومية التى تتمتع بأطر وأولويات زمنية محددة تساعدك على تقييم القدر الذى يمكنك إنجازه فى اليوم الواحد وتذكرك بوضع جدول زمنى ليومك بشكل واقعى فعندما تتاح لديك خطة كتابية تزداد احتمالات تقيدك بجدول الأعمال وتقل فى المقابل احتمالات انحرافك عن مسارك .
وثانياً فالأهداف تساعدك على توجيه أنشطتك وتحول دون انغماسك واستغراقك فى الاحداث اليومية التى تمنعك من التركيز على الاشياء المهمة فى الحياة وأكثر الخطط فعالية هى التى تقوم على الاهداف بعيدة المدى .
وهؤلاء الذين يفتقرون للخطط والأهداف عادة ما يكتشفون أنهم يشردون فى أيامهم وتصبح طاقاتهم مشتتة لا مركزة حقا على أى اتجاه هادف. ومثلهم مثل متسلقى الجبال فى البرية الذين يفتقرون الى البوصلة، يبدءون يومهم فى تجربة هذا الدرب وذاك، حتى ينتهى بهم الأمر الى الضلال ولذا فلا يسعك ان تضفى وجهة على أنشطتك اليومية سوى عندما تكرس الوقت لاستشراق المستقبل.
التحديد الفعال للأهداف والتخطيط المثمر
هل ترى أنك تتمر على فكرة جدول الأعمال الصارم؟ فربما أنك تفضل ان تعيش بشكل سلسل، وتتساهل فى الأمور لكى ترى الى أى حد ستسير الأمور بدون مشاكل ولكنه من المهم أن ندرك أنه حتى أبسط الخطط، إذا نفذت بالشكل السليم، فمن الممكن أن يتمخض عنها قدر أكبر من الحرية ، ومزيد من الوقت الذى يمكنك تمضيته فى الأشياء التى تستمتع بها.
التمرين الأول :
ابدأ بوضع أهداف على المدى البعيد (5 سنوات) وأهداف على المدى القريب (سنة واحدة أو أقل). قم بتقسيم أهدافك الى خطوات قابلة للقياس سيتحتم عليك أن تخطوها لكى تحقق أهدافك واحرص على كتابة أهدافك ووضعها فى مكان يكفل لك أن تراها وتفكر فيها يوميا ، وبينما تبحث أهدافك، فكر فى علة رغبتك فى تحقيقها، وسبب أهميتها لك اليك مثالا عملياً :
جرت عادة دوين، وهى مديرة أحد متاجر البيع بالتجزئة، أن تبدأ يومها بواسطة إعداد القائمة اليومية للأمور الواجب القيام بها حاشدة اياها بشكل غريزى بالأنشطة المعتادة :
مكالمات العملاء، عمليات تغيير الزيت، التبضع من أجل صنبور جديد، الخ . لقد أقامت جوين خطتها بشكل تلقائى على انجاز أكبر قدر ممكن من المهام والآن، عندما تشرع جوين فى العمل بقائمة المهام اليومية، فإنها تضع نصب عينيها أحد أهدافها للمدى البعيد، الحصول على ترقية ولزيادة فرصها فى الحصول على ترقية قررت جوين أن تصبح أكثر مواظبة سواء فيما يتعلق بالوصول الى العمل أو فيما يتعلق بإنهاء المهام الموكلة اليها وهى تدرك أنها ان حشدت المهم فى جدول أعمالها، فمن الأرجح أن تضر بشدة بهذا الهدف. ولذا، فإن جوين تعد قائمة مهامها وهى تضع أهدافها نصب عينيها، كما أنها تتأكد من جدولة متسع من الوقت بين المواعيد ومن أجل المهام.
التمرين الثانى :
ضع خطة يومية قائمة على أهدافك ولكن ربما أنك تصر محدثا نفسك : “ولكننى أحتفظ بقائمة مهام بالفعل”. إن المشكلة التى تواجه الكثير من الناس هى أن قوائم المهام تختلف عن الخطط ما الفارق؟ إن قوائم المهام بالنسبة لأغلبنا هى عبارة عن خطط غير مدروسة تفتقر للواقعية، بل هى قائمة عشوائية بالأنشطة دون أى أطر زمنية أو أولويات وعادة ما لايكون لها صلة تذكر بأهدافنا وأولوياتنا بعيدة المدى، كما أننا نميل الى تضمين أمور يسهل القيام بها فى هذه القوائم بحيث نشعر بالتحسن عندما نشطب على بند من القائمة . لنلق نظرة على مثال لقائمة مهام لم تفلح. نقدم أدناه قائمة المهام التى درج بيل، مندوب مبيعات قواعد البيانات الذى سلف الحديث عنه، على وضعها يوميا.
- إعداد وتسليم العرض لشركة Kline & Co.
- كتابة وتسليم تقارير المبيعات.
- غداء العمل فى فترة الظهيرة مع مارى جونز، مناقشة تجديد العقد.
- الاتصال بتوم سميث لمناقشة إعادة تنظيم قسم المبيعات.
- إعداد عرض Abbott التقديمى.
- العرض التقديمى للمبيعات بشركة Abbott فى الثالثة تماماً.
- الاتصال بجين دو بشركة XYZ لمناقشة العرض.
- احضار الغسيل المجفف.
- الذهاب لصالة الألعاب الرياضية.
- شراء هدية يوم الأم.
- الذهاب لمكتب البريد لإرسال الهدية.
- اجتماع الغرفة التجارية فى السابعة مساء.
لقد كان بيل يشرع فى الوفاء بقائمة مهامه بحماس وتفاؤل فى أغلب ايامه. فقد كان يدون بشكل طموح كل ما يود القيام به، ولكنه كان يضيع على نفسه الفرصة بثلاث طرق مهمة :
- لم يكن يحدد اولوياته لمهامه.
- كان يخفق فى تحديد فترة زمنية لانجاز كل مهمة .
- لانه لم يضع اولويات و لا فترات زمنية لانجاز مهامه , غالى بيل دائما فيما يمكن تحقيقه و حشد قائمته بشكل مبالغ فيها و عالج المهام الخاطئة اولا . فكان على سبيل المثال يشرع فى العمل على مهمة سهلة متدنية الاولوية مثل تقارير المبيعات قبل الاعداد للعروض التقديمية المهمة . وعندما تقترب مواعيد الاجتماعات كان بيل يدرك انه لم يكرس وقتا كافيا للاعداد و ينتهى به الامر الى الاندفاع فى اللحظة الاخيرة للحاق بالاجتماعات فى موعدها المحدد.
عندما نخفق فى تصنيف انشطتنا بحسب الاهمية يصبح من الاسهل التركيز على العمل الايسر اولا تاركين اكثر المهام صعوبة حتى نهاية اليوم عندما نكون قد انهكنا و يكون الوقت قد تسرب من بين ايدينا . و لكن من بين اول مبادئ الادارة الفعالة للوقت هو التعامل مع اهم او اصعب المهام اولا فى الصباح عندما يكون المرء فى قمة نشاطه .
أبدا كل يوم بسرد كافة الانشطة التى تود انجازها و بعدها احسب الوقت المقدر لكل منها و ضع جدولا زمنيا بواسطة البدء باخر بند فى القائمة و التحرك بشكل عكسى . يطلق نيل فوير مؤلف كتاب The Now Habit على هذه الظاهرة ” التقويم العكسى ” اليكم مثالا على كيف كان بيل من الممكن ان يستغل التقويم العكسى لتحسين جدولة اعماله اليومية .
لاحظ القائمة التالية تبدا فى نهاية اليوم :
00 : 7 مساءً اجتماع الغرفة التجارية
00 : 6 – 00 : 7 الذهاب الى صالة الالعاب الرياضية و تناول شطيرة
45 : 5 – 00 : 6 احضار الغسيل المجفف
45 : 4 – 45 : 5 كتابة و تسليم تقارير المبيعات
45 : 2 – 45 : 2 عرض Abbott التقديمى
45 : 1 – 45 : 2 الاتصال بجين دو بشركة XYZ لمناقشة العرض
45 : 12 – 45 : 1 شراء هدية يوم الام و الذهاب الى مكتب البريد
45 : 11 – 45 : 12 غداء العمل مع مارى جونز و مناقشة تجديد العقد
15 : 10 – 00 : 11 راحة لتناول القهوة / مهلة للمواقف الغير متوقعة
15 : 9 – 15 : 10 الاعداد لعرض Abbott التقديمى
15 : 8 – 15 : 9 تناول القهوة و تفقد البريد الالكترونى و الرد عليه و على رسائل الهاتف
عندما يقوم بيل باعداد جدول اعماله بشكل تقويم معكوس باطر زمنية محددة , يستطيع النظر بشكل بشكل اكثر واقعية على ما يمكن انجازه بشكل معقول . و يمكنه بسهولة تحديد المهام التى من الممكن ان يعانى فيها من القصور الزمنى و يقرر اى البنود يجب ان يتم ارجاؤها . فمن خلال هذه القائمة يكتشف بيل انه يتحتم عليه اعادة جدولة و تنظيم قسم المبيعات مع توم سميث ليوم اخر .
ما سر أهمية تدوين كل شئ كتابة ؟ تذكر ان كتابة جدول الاعمال تساعدك على الحفاظ على التزامك الذهنى تجاه المثابرة فى مسارك السليم كما ان هذا الجدول يذكرك باولوياتك . و وجود جدول اعمال امامك يرسخ فى ذهنك ما يمكنك انجازه و ما لا يمكنك انجازه بناء على الوقت المتاح لك .
التمرين الثالث
تبن سياسة : ” الاعداد , الاعداد , الاعداد “
اتصل لتاكيد المواعيد قبلها بيوم و احصل على العنوان و ارقام الهاتف و ارشادات الوصول الى المكان وضعها كلها مع بقية اغراضك .
عندما يكون لديك اجتماع يجب ان تحضره , احرص على اعداد كل ما ستحتاج اليه مسبقاً . واحرص على ان يكون لديك قلم و دفتر ملاحظات و كتيبات و كراسات و اى شئ ضرورى .
تبن عبارة ” تحقق ثم تحقق مرة اخرى ” . لن انسى ابدا هذا الحادث الذى وقع لى اثناء اجراء ابحاث هذا الكتاب. فقد كان من المقرر ان اجرى سلسلة من الاختبارات على طلبة علم النفس بالجامعة فى الحادية عشرة من صباح الاثنين . و لاننى تمكنت اخيرا من التغلب على مشكلة تاخرى , شعرت بالفخر عندما وصلت خارج الفصل الدراسى مبكرا بربع الساعة . و حرصا منى على الا اقاطع الطلبة , انتظرت حتى الساعة 57 : 10 قبل ان افتح الباب و لدهشتى كانت الغرفة خالية . و هرعت الى مكتب علم النفس لاستفسر عن الطلبة . و اتضح لى ان الطلبة مجتمعون فى فصل اخر فى الجانب الاخر من الحرم الجامعى , فطفقت اعدو فى سباق مع الزمن بين البنايات و الردهات و وصلت متاخرة 10 دقائق لاجراء اختبار للمواظبة .
و الدرس المستفاد من هذا الموقف هو التحقق مرتين من الحقائق المتاحة لديك , التواريخ و المواعيد و الاماكن و حالة المرور و غير ذلك من الاشياء التى يمكن تفسيرها بشكل خاطئ .
التمرين الرابع
عود نفسك على الالتزام بجدول الاعمال لمدة ثلاثين يوما . يشتهر مدمنى التاخر الانحراف عن المسار المختار, و لذا استعد لمواجهة الاغراءات . و تفهم حقيقة ان اكتساب عادة المواظبة على المواعيد يشبه العزف على البيانو . فانت لن تحقق النجاح اذا تدربت مرة واحدة فى الاسبوع فحسب . و لكى تصبح بارعا فى العزف يتحتم عليك التدرب بشكل منتظم . و اكتساب عادة المواظبة امر شبيه ., اذ يسهل ان يتساهل المرء ويترك الامر يتسرب من بين يديه , ظانا ان ” هذه المرة ” لن تؤثر . و لكن لكى ترسخ عادات جديدة يتحتم عليك تقويض المسارات العصبية القديمة و خلق و تعزيز مسارات جديدة . و اذا كنت تراوغ جدول اعمالك بشكل مستمر فربما انك لن تكتسب عادة الوصول الى وجهتك فى الوقت المحدد قط .
التمرين الخامس
استعن بصديق لك . و تخيل كم من الرائع ان يكون هناك شخص فى حياتك يلعب دور الشريك و يساعد على تحفيزك و الترويح عنك .
فى عالم الاعمال عادة ما يخدم مديرونا هذا الغرض . و لكن فى حياتنا الشخصية يتعامل اغلبنا مع مشاكلنا او اهدافنا وحدهم .
من بين اقوى العوامل التى تساعد على تحقيق اهدافك هى ان يكون لديك شريك . جد صديقا او قريبا او زميلا لك يسعى لتحقيق اهداف هو الاخر و اعملا على تحفيز و الهام بعضكما البعض . و ضعا اهدافا قصيرة و بعيدة و احرصا على الالتقاء شخصيا او عبر الهاتف بشكل منتظم . ستكتشف ان وجود شخص اخر يساعدك على توليد الافكار و يشاطرك اياها اضافة لا تقدر بثمن.
ان تعلم ممارسة ضبط النفس هو احدى المهارات التى ستكتسبها على الاطلاق . فهو ليس مكونا ضروريا يساعدك على الخروج من باب المنزل فى الوقت المحدد بل هو عامل سيساعدك فى العديد من الجوانب الاخرى من حياتك ايضا . و كما يقول دانيال جولمان فى كتابه الذى حقق اعلى مبيعات بعنوان The Emotional Intelligence : ” ان ضبط النفس و تاخير الاشباع و كبح الهوى جميعا تكمن وراء اى انجاز من اى نوع . و الاشخاص الذين يتمتعون بهذه المهارة يميلون الى التحلى بقدر اكبر من الانتاجية و الفعالية مقارنة بغيرهم فى اى عمل يقومون به ” .
ستلاحظ زيادة فى مقدار قوة الارادة لديك على الفور بينما تعمل بناء على النصائح المذكورة فى هذا الفصل . و بينما تشرع فى التفكير فى نفسك كمثال للانضباط , ستشهد نكسة تعيدك الى ارض الواقع . اياك ان تصاب بالاحباط فعندما تعتاد على الاشباع اللحظى و الاخذ بسهولة سيتطلب الامر فترة طويلة لكى تمارس ضبط النفس المستمر.
و لا ينتابك القلق اذا كنت لم تتفوق فى الصغر قط فى دروس ضبط النفس . فكل البشر لديهم القدرة على اكتساب قدر اكبر من قوة الارادة فالامر لا يتطلب سوى الممارسة و الاستعداد للالتزام بقوة اهدافك .
استعراض
- ضبط النفس هو الاستعداد للقيام بتضحيات و ادراك ان المرء لا يستطيع ان ينال كل شئ . فهو التنازل عن تناول قدح القهوة الاضافى او ترك الصحيفة او القيام بما يتطلبه الامر للخروج من باب المنزل فى الوقت المحدد .
- يتحدد مستوى ضبط النفس الذى يتحلى به المرء عادة بناء على عوامل وراثية و التجارب الماضية التى كانت تنطوى على مجهود و منغصات .
- زد من قدرتك على تحمل المنغصات بواسطة ممارسة التخلى عن اشياء بسيطة تشعر عادة انك فى حاجة الى القيام بها قبل مغادرة المنزل او المكتب .
- لكى تسمح بالعادات الجديدة بان تقوى و تترسخ التزم الانتظام فى مواظبتك .
* * *
انتهت بحمد الله المقالة الثالثة لمسار كيم التعليمى للانضباط الوظيفي
بقلم الدكتور / محمود الضابط – كلية التجارة جامعة عين شمس
– تابعنا على صفحة موسوعة كيم لتنمية المهارات وبناء القدرات
أو تواصل معنا ( مركز الخبرات الإدارية والمحاسبية / كيم ) على رقم جوال أو واتس أب : 00201005289720
====================
هذه المادة محمية بحقوق الملكية لمركز كيم للتدريب والإستشارات ولايحوز الاقتباس منها الا بعد اذن كتابي من المالك CAME CENTER
اعداد / حمدي حسن – نائب مدير التدريب بمركز كيم