سلسلة مقالات – الانضباط الوظيفي
بقلم د/ محمود الضابط
المقالة الخامسة
التزم بالقواعد
” منذ عدة سنوات , استنتجت أننى لن أكون وقحا ابدا. وأعنى الوقاحة الحقيقية . والسبب هو أننى مهما حاولت , كنت دائما أصل فى الموعد المحدد “.
كريج ويلسون و كاتب عمود فى صحيفة USToday
يعد برينت جراح تجميل ذات الصيت فى مدينة نيويورك فقد أعاد تشكيل وجوه وأجساد بعض أشهر الممثلات وعارضات الأزياء فى العالم . ولكن إن أردت أن تحدد موعدا معه , يجب أن تكون على استعداد للانتظار لأنه دائما محجوز لأشهر مقدما. وبمجرد أن تدلف إلى مكتبه الموقر, سيتحتم عليك الانتظار لوقت أطول لكى ترى الطبيب لأنه دائما ما يغالى فى حشد جدول أعماله . والناس ينتظرونه , أما هو فلا ينتظر أحد . ويعترف برينت بأنه يستمتع بهذا. فبينما يذرع غرفة الانتظار المترفة جيئة وذهابا , ويلقى نظرة خاطفة على مجموعة من المشاهير الذين ينتظرونه صابرين , يحدوه شعور بالأهمية . أنى يستقى شعورا بالقوة والسيطرة من حقيقة أن هؤلاء الأشخاص على أستعداد لتعطيل حياتهم بشكل مؤقت من أجله.
السيطرة هى الشعور بأننا مهيمنون , وعلى قدر كبير من الاهمية . فجميع الناس يحبون الشعور بالسيطره إلى حد ما . ولكن الحاجة للشعور بالقوة أو الخصوصية لدى البعض يغلب على مراعاتهم لشعور الأخرين . والأشخاص الذين يعانون من التأخر المزمن من هذة الفئة عادة ما يكون لديهم واحد أو اكثر من الدوافع الكامنه:
- الرغبة فى الشعور بالقوة
- صعوبة فى تقبل السلطة
- الحاجة إلى الشعور بالخصوصية أو التفرد
وتنتمى الفئات الثلاث من الأشخاص إلى ما أطلق عليه ” المتمردين “, الأشخاص الذين يشعرون بالحاجة إلى تحدى القواعد بصفة منتظمة , بالرغم من تباين الأسباب . ومن المثير للانتباه أن السواد الأعظم من المتمردين يشتركون فى ثلاث سمات :
- على العكس من المتأخرين فى غير ذلك من الفئات , فأن المتمردين عادة ما يشعرون بشىْ من الندم . يقول الكاتب دان : ” إننى أشعر بشىْ من التغيير من جراء حملى الآخرين على أنتظارى . لقد مان الغضب هو الشعور الذى غلب على فتياتى السابقات , زلكننى لم أرتدع . فقد كنت أستمتع بشكل أو بآخر بالسيطرة التى كان تأخري يشعرني بها”.
- ثانيا , يبدو أن عدد الرجال يربو على عدد النساء فى هذة الفئة . وكما قال أحد المتأخرين: ” إنهعا مسألة مرتبطة بالرجال , إذ يشعر الرجل بأنه يتفوق على الآخر إذا ما استطاع أن يبقيه منتظرا “.
- وثالثا , فأن هذا الجنس من الاشخاص المتأخرين يبدو أن لديه القدرة على السيطرة على تأخره أكثر من غيره من المتأخرين . فكثير منهم , على سبيل النثال , يصرحون بأنهم لا يعانون من أى مشكلة فيما يتعلق بالوصول فى الوقت المحدد إلى الأماكن أو المناسبات التى تحوز اهمية كبيرة بالنسبة لهم , مثل العمل , او رحلات الطيران , أو المقابلات الشخصية.
فى الصفحات التالية , سأتناول بالمناقشة كل نوع من أنواع المتمردين , وسأريك كيف تحدد الفئة التى تنتمى إليها , وسأتحدث عما يمكنك أن تفعله لتغير من نفسك.
ممارسو السلطة
هناك نوع من الأشخاص يمثل لهم التأخر شعورا بالسلطة . فكسر القواععد اليومية التى يتقيد بها أغلب الناس ويسلمون بها يمنح ممارسى السلطة شعورا بالسيطرة ودفعة أنوية مؤقتة . فعندما يقومون بالأمور بطريقتهم الخاصه , ةفى الأوقات التى يحددونها, فأنهم يشعرون بالسيطرة على مقاليد الأمور وبالأهمية . والواقع أنهم يحدثون أنفسهم قائلين :” إننى مسيطر على الأمور هنا , فأنا أدير جدول أعمالى بنفسى”.
ومن المثير للسخرية أن الحاجة لتأكيد السلطة بهذه الطريقة تنبع من مشاعر ضعف فى حياة هذا الشخص . فالشخص الذى يمارس السلطة بهذا الشكل عادة ما يتحلى بقدر أقل من المتوسط من أحترام الذات , ويستغل التأخر كوسيلة للسيطرة على الموقف الذى يواجهه, وسيلة لتأكيد السلطة أو التفوق الذى يود أن يتسم به . وبالنسبة للشخص الذى يشعر بالريبة أو بأنعدام الثقة , تساعده حقيقة أن الآخرين على أستعداد للانتظار على النهوض بأحساسه لأهميته . وفكرة الهروع للوصول مبكرا وحتمية الانتظار , على الجانب الآخر , تثير فى هذا النوع من الأشخاص مشاعر الضآلة.
مقاومو السلطة
يعمل ريك البالغ من العمر 38 عاما , كمقرض لصالح شركة مالية. وهو الآن يكسب أموالا أقل بكثير مما كان يجنيه فى منصبه السابق كمضارب لصالح أحدى شركات شارع المال التى فصل منها لأخفاقه فى الحضور فى الموعد المحدد بأستمرار. فعلى الرغم أنه من المتوقع ان يحضر ريك فى السادسه والنصف صباحا بالتزامن مع افتتاح سوق الاوراق المالية على الساحل الغربى, إلا أنه كان يأتى متأخرا يوما بعد يوم ثلث ساعه . وذات صباح حينما حضر ريك متأخرا فى يوم شهدت فيه سوق الأوراق المالية تقلبات شديدة , توجه إلى مديره وصرخ فى وجهه قائلا : ” إنك مفصول ” .
ولخلفية ريك علاقة وطيده بتاخره فلقد كان والده , الذى كان يعمل مصورا محترفا وكان يسعى لتحقيق الكمال فى حياته , أبا صارما متسلطا يتخذ كافة قرارات العائلة دون أستشارة باقى أفراد العائلة إلا فيما ندر ., فسواء كان القميص الذى يرتديه ريك أو الطريقة التى كان يجيب بها على الهاتف , وكان أبوه يجد لنفسه متسعا للتدخل . ولقد وصمت طفولة ومراهقة ريك بمشاعر الإحباط و الأستياء . فقد شعر كما لو لم يكن له سوى أدنى قدر من السيطرة على الطريقة التى يعيش بها حياته , وكما لو كان كل قرار وكل فعل يقابل بالنقد.
لقد بدأت مشاكل ريد منذ ستة أشهر تقريبا بعد ان حصل على منصبه كمضارب , أذ شرع فى الأستياء من أى شخص مهما كان طيب النية , يتقدم اليه بالتصح أو يذكره بسياسة الشركة . ولما أصر مديره على أن يحضر ريك قبل أفتتاح سوق الأوراق الماليه لتغطية المنصة, بدأ ريك يشهد تدهورا بطيئا . فكان يصر قائلا :” إننى أعلم الأوقات التى من المهم أن أتواجد فيها على المنصه, وأنه لأمر مهين أن يطلعنى شخص أخر على كيفية قيامى بعملى ” . ومهما كان الغضب الذى ينتاب مديره , كان يرفض ريك بعناد الأمتثال والوصول فى الموعد المحدد.
وعندما فقد ريك وظيفته, دهش من صعوبة تأمين وظيفة فى منصب نظير بنفس الراتب والآن وقد سار يصل على راتب أقل , صارت تراوده أفكار ثانيه حيال العمل , ومع ذلك فهو يصر على أن بيئة العمل كانت لا تحتمل . يقول ريك : ” إننى أود أن أستعيد وظيفتي , ولكننى لا أستطيع أن أتحمل أن يلاحقنى أحدهم عن كثب بهذا الشكل”.
تقول كارول , زوجة ريك , إنهما ينعمان بعلاقة زوجية سعيدة طالما أنها لا تحاول أن تفرض سيطرتها عليه أو حتى تلمح بهذه السيطرة . وتضيف بقولها :” إننا منسجمان بشدة . ولكنه يقاوم حتى أبسط الاقتراحات . فأذا اقترحت عليه أن نذهب لتناول العشاء فى السابعه مساء , أراه يخالفنى ويود الذهاب فى السابعه والنصف . لدرجة أننى نادرا ما أقترح عليه أى شىء لأن له طريقة بشعه فى تحسس أي تلميح بالسيطرة.
وحالة ريك متطرفة . ولكن إذا بدت قصته مألوفه بالنسبة لك فربما انك من النوع المتأخر الذى يمارس أفعالا مقاومه يوميا . ولعلك حتى لا تعى الاوقات التى تتجلى فيها مقاومتك وربما أن افعالك أعتيادية وراسخة لدرجة انك صرت مفطورا على المقاومه وبالنسبه للأشخاص المقاومين للسلطه من أمثال ريك نجد أن الحلول الوسط والتعديلات الطبيعية التى تحدث فى الحياة تتمثل فى ابعاد متضخمة. فهو ينظر حتى لأشيع التوقعات كمتطلبات غير معقوله . وأحيانا ما يصل به الحال لمقاومة القيام بشيْ ما لمجرد أن شخص أخر يتوقع من هذا الشيء. فعندما يعتقد ريك انه مجامل بشكل مبالغ فيه فأنه يشعر بالضعف والأذعان . ولكن ما يرا على انه ( لين مفرط ) عادة ما يتفق والمعايير الطبيعية للتعاون .
الأستياء
إن الأشخاص الماقوميين للسلطة عادة ما يكنون استياء . وفى حالة الموظف فقد يمثل الأمر جانبا من جوانب وظيفته , مثل رب عمله , أو راتبه أو مسئولياته أو سيايات الشركة التى يعمل لصالحها وإذا شعر بالعجز عن عمل أى شيْ أيجابى حيال موقفه , فقد يلجأ إلى ما يطلق عليه ” المقاومه السلبيه ” وهى وسيله يبدو المرء من خلالها كما لو كان يذعن خارجيا , فيما أنه يقاوم داخليا فربما يوافق على سبيل المثال أن يواظب على الحضور للعمل فى موعده , بيد أنه يخفق فى الوفاء بهذا الألتزام بشكل متكرر
إن مقاومى السلطة عاده ما يكرهون المواجهات المفتوحه أذ يفضلون بدلا من ذلك المقاومه مراوغه بالا يقوموا بما هو منوط بهم هكذا ببساطه . ولأنهم لا يتحدون صراحة فأن الأخرين لا يدركون حقيقة قدر السلطه الحقيقية التى يتمرد عليها المقاوم . ولذا فأن من المحير بالنسبة لمن حوله أن يخفق فى الوفاء بالأمور التى من المقرر أن يقوم بها.
كيف بدأ هذا النوع من المقاومة منذ البداية ؟ كما رأينا فى حالة ريك , أحيانا ما ينشأ مقومو السلطه فى بيئة متسلطة بصفه خاصه . ولكن هناك نوع آخر يعانى من صعوبات فى التعبير عن مشاعره وإيجاد حلول عمليه لمشاكله. فهم يلجأون للتعبير عن تعاستهم وإحباطاتهم بالتأخر, والمماطله , والتعغيب . ومن المثير للسخرية , فأن الموظفين المتدمردين عادة ما ينشغلون بتحدى الحلول الوسط , ويفشلون فى تذكر أنهم أختاروا العمل ووافقوا على خطوط أرشادية بعينها للشركه مثل الوصول فى الموعد المحدد.
الساعون وراء الخصوصية
والأدهى من ممارسى السلطه أو مقاومى السلطه ومع ذلك فهم مماثلون لهم عنادا , هم الأشخاص الذين يعانون من حاجه مسرفه للشعور بالخصوصية والتفرط . فالشخص الذى يشعر برغبة عامه فى كسر قواعد المجتمع يتصرف بصفة يوميه انطلاقا من رغبه للفرار من الحشود المحيطة به . فكسر القواعد يؤكد لهم أنهم مختلفون . فتلك طريقه يقولون بها للعالم :” إننى أحدد قوانين اللعبه “. وفيما يتصرف ممارسو السلطة ومقومو السلطة عن عمد وعزم منهم نجد أن الساعيين وراء الخصوصية والتفرد عادة ما يتصرفون بدون وعى منهم بالدوافع وراء أفعالهم.
وفئة الساعين وراء الخصوصية هى التى ستجد فيها العديد من الفنانين , والموسيقين والممثلين . فهؤلاء المتمردين يتوقون للتميز على الأشخاص ” العاديين ” ويتوقون لتميز حياتهم والأرتقائ بها سواء عن عمد من منهم أو بدون وعى , إلى ما يتفوق على ما يظنون أنه حيات الاشخاص العاديين . فهم يفخرون بأنهم منشقون, وعادة ما يحدوهم شعور بانهم مختلفون عن الأشخاص العاديين .
زعلى الرغم من أن الساعيين وراء التميز من الناحية الفكرية يدركون ان هناك قواعد محدده لها مكانها الراسخ فى المجتمع إلا أن فكرة تقييدهم بهذه القواعد تشعرهم بالأختناق والضآلة. وبينما انهم نادرا ما يزهون عمدا بأعراف المجتمع إلا أنهم يكنون كراهه فى اللا وعى لها . إليكم مثالا على سعى أمرأه للشعور بالتفرد:
عملت نيكى , البالغة من العمر الثامنه والعشرين من العمر للسنوات الثلاث الماضية بدوام جزئى كمساعدة لطبيب أسنان ولقد كان وقت بدأ العمل المقرر لها الثامنه والنصف صباحا إلا أنها كانت تصل بشكل مستمر فى الثامنة وخمسين دقيقة ولقد حاول الطبيب الذى تعمل لديه كل جهده لكى يحملها على الحضور مبكرا ويعلق على ذلك قائلا : ” من المفترض أن تحضر نيكى قبل ميعاد العياده لفتح الأبواب , وأخراج مخططات المرضى , والتحقق من خدمة الرد على المكالمات بحثا عن الرسائل الوارده ., ولكننى اضطرت للقيام بعملها لمرتين فى الأسبوع الماضى لأن مريضى الأول وصل قبل وصول نيكى “.
إن نيكى مثلها مثل كثيرين غيرها من مدمنى التأخر هى مثال متباين . فهى بمظهرها وملبسها الرائع , وحيثها المفوه تمثل صورة الموظف الكفأ . ولكن تكمن وراء مظهرها الخارجى الرائع امرأه تفتقر إلى الثقة فى تفردها . ان فكرة السير على الرصيف فى السابعه وأربعين دقيقة مع عامة الناس تجعلها تشعر وكأنها مدمنة عمل فهى تكره فكرة كونها جزءأ من الحشد., ولأنها ليست متأكده من تفردها , فان هذه المواقف تتخذ لديها كراهية مبالغا فيها . وبواسطة المماطله ثم الهرع , فأنها تقوم بالأمور بشكل مختلف إلى حد ما . إن نيكى تود ان تصبح موظفة نموذجية, بيد أنها لا تستطيع أبدا ان تتغلب على عادة التقيد بإيقاعها الخاص فى الحياه.
ان فكرة أتباع القواعد بالنسبة للأشخاص أمثال نيكى عادية بشكل مبالغ فيه , وأن توصم بأنها عادية هو بالنسبه لها بمثابة الفشل فى تحقيق حلم حياتها , حياة مفعمة بالأنشطة الممتعة المثيرة والأنجازات . وبأتباع توقيتها الخاص , فأنها تجد لنفسها سبيلا للشعور بالتفرد والتميز , حتى وأن كان مؤقتا .
وما من شك ان الرغبة فى التمرد ليست دائما سمه غير مرغوب فيها . فالعديد من الأشخالص الموهوبين الناجحين فى التاريخ أكدوا على كسر القواعد . بيد ان هناك أختلاف بين كسر القواعد للتعبير عن أبداعك وكسرها من منطلق أنعدام الثقه فى النقس أو الحاجه الى التأكيد على السيطرة. وهناك العديد من الوسائل البنائه لبلوغ التفرد أو التعبير عنه دون التقليل من شان سعادتك الشخصية أو تنغيص حياة من هم حولك . فى القسم التالى من الكتاب ستتعلم كيف تستكشف قوتك وتفردك الداخليين , وكيف تكف عن البحث عن السيطرة فى غير مكامنها.
التغلب على عادة التمرد
هناك ثلاث خطوات للتعامل مع عادة التمرد:
كن على وعى بتوقيت وعلة تمردك
تعلم أن التعاون هو جزأ لا يتجزأ من الحياة اليومية
أبحث عن السيطرة والقوة بأساليب أكثر إيجابية
كن على وعى بتوقيت وعلة تمردك
إن المتمردين عادة ما لا يعون عادات المقاومة التى يمارسونها , ولذا , ينتهى بهم الحال الى مقاومة كل شيء بداية من الحميد من الأشياء مثل أخراج القمامة فى المساء, ةحتى الخطير منها, مثل التأخر فى الوصول إلى العمل يوميا ,فهم لا ينتقون معاركهم عن وعى منهم , ولكنهم يستجيبون بشكل أعتيادى لما يواجهم آنذاك. إن التمارين التالية تهدف إلى زيادة وعيك بالسبل التى تتحدى بها وعلة تحديك .
التمرين الأول
أبدأ فى التعرف على الأوقات التى تتمرد فيها . هل تشعر بشعرك يقف متى تعتقد أن أحدهم يتوقع شيئا منك ؟ هل تجد نفسك تتحدى القواعد او السياسسات التى لا يجد الاخرون غضاضه فى التكيف معها ؟ هل تتمرد حتى هلى التوقعات الحميده , مثل سداد الفواتير أو الحضر الأجتماعات فى الموعد المحدد لها ؟ هل يمكنك ملاحظة أى أنماط فى تحديك وتمردك ؟ على سبيل الثال , هل تقاوم القواعد فى العمل بصفه خاصه , أم أنك تبدى قدرا من التحدى أيضا فى حياتك العائلية ؟ حاول ببساطه أن تستشف أية أنماط محددة فى الوقت الراهن.
التمرين الثانى
بمجرد أن تدرك الأوقات التى تتجلى فيها مقاومتك , حاول أن تتوقف وتسأل نفسك عن علة تحد\يك وماهية الشيء الذى يحثك على هذا السلوك . عود نفسك على طرح هذه الأسئلة التالية على نفسك :
- لماذا أتحدى هذا الطلب أو القاعدة ؟
- هل هذا الطلب أو القاعدة غير معقول؟
- هل هو ضرورى أو عملى؟
بدلا من أن تقاوم القواعد بشكل تلقائى , جرب النظر إلى كل موقف بمعزل عن غيره من المواقف , ةسل نفسك ما إذا كان تحديك هذا منطقيا حقا. فلعلك تكتشف أنه من الأسهل والأكثر عملية لك أن تغير من سلوكك من طلبك من أحدهم أن يغير توقعاته.
التمرين الثالث
عندما تواجه بإغراء كسر القواعد , اسأل نفسك :” هل التزمت طواعية لهذا “. إننا مدمنى الـتأخر عادة ما ننسى أننا وافقنا على أتباع القواعد , سواء ضمنيا كأن نقبل عرض عمل , أو صراحة كأن نقول لأحدهم :” سألتقى بك فى الثامنة مساء”.
وتذكر أنه سواء شئت أم أبيت , إذا قلت لأحدهم إنك ستواجد فى مكان فى موعد محدد , فأنت بذلك قطعت على نفسك عهدا يجب أن توفيه. وإذا التزمت بشيء تعتقد صراحة أنك لن تستطيع تلبيته , فكن صادقا وصريحا بشأنه.
التمرين الرابع
عود نفسك على سؤال ذاتك عما من الممكن أن يحدث لو لم تلتزم بقاعدة أو طلب ما . جرب , على سبيل المثال , أن تنظر إلى الأثر الذى يمكن أن يكون لتأخيرك على الآخرين . هل سيؤدى إلى تأخير أدائهم لعملهم ؟ هل سينزعج أحدهم أو ينتظر طويلا ؟ بمجرد أن تتنبأ بالتبعات , سل نفسك ما إذا كان الأمر يتطلب التحدى
التمرين الخامس
إذا لم يكن هناك حقا أية تبعات سلبية من جراء تحدي القواعد , فحاول أن تتحدث بشكل صريح مع الشخص الذي يملي عليك طلباته . فالمهم ألا تبادر بامقاومة والتحدي قبل أن تواجه الموضوع , إذ سينظر إليك علي انك شخص مرواغ ومضلل . فاذا لم ترد أن تقوم بعمل ما , فصرح بهذا ببساطة. وإذا كنت لا تري أن هناك مسوغا وجيها لوصولك في الوقت المحدد , فناقش الموقف وحاول أن تصل الي حد وسط.
تعلم أن التعاون جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية
إن التعاون جزء حيوي من الحياة , ومع ذلك فان المتمردين عادة ما ينظرون إلي الطلبات الطبيعية كطلبات مبالغ فيها. ولذا, فمن المهم أن تتعلم ألا تنظر الي توقعات وحاجات الاخرين وكأنها تعد عليك , بل كجزء طبيعي من الحياة . ولانك قد لا تكون معتادا علي التخلي عن السيطرة لصالح شخص اخر , من الممكن أن يصعب عليك تعويد نفسك . ولذا , فان التمارين التالية مصممة بحيث تساعدك علي التعود و الاستمتاع بشعور التخلي عن السيطرة دون ان تشعر بانك تخاطر بحقوقك أو تفردك.
التمرين الأول
مارس فترات من التعاون , فترات تذعن فيها لطلبات شخص أخر أو توقعاته حيث كان من الطبيعي أن تعارضها. فإذا كان من المقرر , علي سبيل المثال , أن تذهب أنت وزوجتك الي السينما , فدعها تقم باختيار الفيلم , ثم اذهب معها بعقل منفتح ودون أي استياء . وفي أثناء تمارين التعاون هذه, انتبه لردود أفعالك وردود أفعال الاخرين . فالارجح أنك ستكتشف أن الاذعان ليس بالسوء الذي كنت تظنه. وربما حتي اكتشفت أن التنازل عن السيطرة تجربة ممتعة. ولعلك ستدهش من جراء ردود الآفعال الايجابية التي تحصل عليها ممن هم حولك.
التمرين الثاني
ابدأ في التفكير في نفسك كلاعب ضم فريق. وبدلا من ان تنظر الي الحياة نظرة هم ضدي , تخيل أن أهدافك مرتبطة بمن حولك . وحاول ان تتصرف بطرق يستفيد منها الفريق باكمله , لا انت وحدك . علي سبيل المثال , عندما تطلب منك زوجتك أن تستعد للمغادرة في السابعة والنصف لتوجه للمطعم , فبدلا من ان تستاء من هذا الطلب, تعلم أن تنتظر اليه كمساهمة تجاه الهدف المشترك القاضي بالاستمتاع بأمسية ممتعة.
التمرين الثالث
تدرب علي النظر الي الامور من منظور شخص اخر . وتخيل نفسك كما لو كنت أبا لطفل متمرد. وتخيل مدي الاحباط الذي من الممكن ان تعاني منه اذا وعدك هذا الطفل بالتواجد في مكان ما أو القيام بشيء ما , ولكنه كان دائما ما لا يلتزم بوعوده . والان تخيل أن هذا السيناريو يتكرر مرارا وتكرارا. واعترف بأنك عندما تتأخر علي الدوام , فانك تلحق بالاخرين نفس الضرر الذي يلحقه بك هذا الطفل.
التمرين الرابع
تقدم باعتذارك متي تأخرت .فمن المنطقى أن يتأخر المرء بين الحين والأخر , ولكن لا على الدوام. ولذا , إذا اضطررت للتأخر , فلا تترد فى الأعتذار . إن العديد من المتمردين يرون أن الأعتذار هو مرادف لأقرار بالضعف , ولكنه فى الواقع العكس تماما . والاعتذار بصدق, وتحمل مسؤولية أفعالك هو مؤشر على القوة.
تعلم البحث عن السيطرة بأساليب أكثر إيجابية
من الوسائل الفعالة فى التغلب على عادة التمرد العثور على أساليب أخرى أكثر إيجابية لكى يشعر المرء بالتفرد والقوة فى حياته . فبدلا من أن تحاول أن تكتسب سيطرة بواسطة مقاومة قواعد الأخرين أو توقعاتهم , حاول أن تجد وسائل لأكساب نفسك قوة وشعورا بالتميز بداخل نفسك بحيث لا تتعرض دائما لإغراء اكتسابه من خلال التمرد
التمرين الأول
اعثر على وسائل لتمييز نفسك بطرق إيجابية بناءة . فلأن المتمردين أحيانا ما يتفرقون إلى أحساس قوى بهويتهم , فأنهم يحاولون فى اللا وعى أن يعزلوا أنفسهم بواسطة كسر قواعد المجتمع . حاول بدلا من ذلك تمييو نفسك بواسطة العثور على دافعك فى الحياة , هوية يمكنك الرجوع اليها متى شعرت بأنك أقل من متفرد .
يمكنك على سبيل المثال إيجاد تفردك فى العمل التطوعى أو المجتمعى أو فى القضايا البيئية أو فى الأنشطة السياسية . كرس وقتا للتفكير فى شيء يحوز أهمية خاصة لديك واشرع فى استكشاف خياراتك . تحدث إلى الأخرين , او أنضم إلى منظمة ما أو أبحث على شبكة الأنترنت فأذا عزمت على الأمر فستجد العشرات من الوسائل لخلع شعور بالتفرد على نفسك دون الحاجة إلى اللجوء لكسر القواعد.
التمرين الثانى
اشترك فى دورة للتدريب على التأكيد على الذات أو التفاوض فهذا النوع من الدورات يلقنك كيف تطالب بما تحتج إليه بشكل بناء بدلا من اللجوء إلى أساليب سلبية عدوانية .
فالتدريب على تأكيد الذات من شانه تعليمك كيف تكتسب قوة حقيقية بواسطة تعلم كيفية الوصول إلى حلول وسط بطريقة فعالة والتفاوض بشأن ما تود الحصول عليه .
ولأن عادة التمرد راسخة منذ الطفولة عادة , فمن الممكن أن ينطوى التغلب عليها على تحد خاص . ولكنك إن انتبهت إلى التوقيت والطريقة التى تتمرد بها وتذكرت أن تتشكك فى أفعالك , فستكتشف أن التغيير هو مسألة أكثر سهولة مما كنت تظن . وضع نصب عينيك أن لكل شخص قدر محدود من الطاقة , ويمكنك دائما تقريبا أن تعثر على منافذ أخرى لهذه الطاقة عوضا عن التحدى . انك افضل حاللا اذا ما تعلمت ان تتلمس الفخر و القوة الكامنين فى الالتزام بكلمتك .
استعراض
- من الممكن ارجاع التاخر المزمن الى الحاجة للشعور بالقوة او الرغبة فى مقاومة السلطة المفروضة من قبل الاخرين او الرغبة بالشعور بالتفرد . و مما يدعو للسخرية ان هذا النوع من المقاومة من الممكن عاده ربطه بمشاعر انعدام ثقة بنفس كامنة .
- ابدا فى الانتباه الى المناسبات التى تتمرد فيها و سل نفسك عن عله اختيارك التمرد .
- تعود على سؤال نفسك ما اذا كنت ملتزما طواعية تجاه اى شئ متوقع منك .
- مارس فترات من التعاون عندما تذعن للاخرين فى الوقت الذى عادة ما تقاومهم فيه .
- انظر لنفسك كما لو كنت عضوا فى فريق واحد يشارك اهدافا مشتركة مع من حوله .
- اعثر على وسائل اخرى لكى تشعر بالتفرد و القوة بواسطة ممارسة هواية او مهارة ما تحوز اهتماما لديك .
- انضم الى دورة للتدرب على التاكيد على الذات او التفوض لكى تتعلم كيف تؤكد على حقوقك بشكل بناء .
* * *
انتهت بحمد الله المقالة الخامسة لمسار كيم التعليمى للانضباط الوظيفي
بقلم الدكتور / محمود الضابط – كلية التجارة جامعة عين شمس
– تابعنا على صفحة موسوعة كيم لتنمية المهارات وبناء القدرات
أو تواصل معنا ( مركز الخبرات الإدارية والمحاسبية / كيم ) على رقم جوال أو واتس أب : 00201005289720
====================
هذه المادة محمية بحقوق الملكية لمركز كيم للتدريب والإستشارات ولايحوز الاقتباس منها الا بعد اذن كتابي من المالك CAME CENTER
اعداد / حمدي حسن – نائب مدير التدريب بمركز كيم