سلسلة مقالات – الانضباط الوظيفي
بقلم د/ محمود الضابط
المقالة السادسة
تغيير العادات
كلمات موجزة حول تغيير العادات
” هناك حل سهل لكل مشكلة معقدة و هو حل خاطئ “
اتش . إل . مينكن
قبل ان تشرع فى ممارسة التمارين المتضمنة فى هذه المادة , من فضلك استقطع بضع دقائق لاستيعاب بعض مفاهيم علم النفس الكامنة وراء تغيير العادات.
هناك بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة فيما يتعلق بما يتطلبه الامر لكسر عادة ما. فالسواد الاعظم منا يظن انه لو صقلنا عزيمتنا و بذلنا قصارى جهدنا , سنكف عن القيام بما يؤرقنا ايا كان . والسيناريو الذى يدور بخلدنا يشبه التالى : تبدأ مشوار التغير بقوة , مفعما بالحماس و التصميم . و يصبح حسن التوقيت اولوية قصوى , و لانك متحفز بشدة , تحرز تقدماً فورياً . فتبكر فى ذهابك للعمل لاول مرة منذ اشهر طويلة , فيشعر رئيسك فى العمل بسعادة غامرة . و تحدث نفسك قائلا : ” الامر ليس شاقاً على كل حال ” . و بعد ذلك تهيمن الطبيعة البشرية . فتلين جهودك , و تلهيك انشطة اخرى عن هدفك , و سرعان ما ترتد على اعقابك الى سيرتك الاولى.
استرجع العادات الاخرى التى حاولت تغييرها . فالارجح انك لم تستطع التغير بين ليلة وضحاها. و فى كل مرة حاولت فيها و فشلت , ربما ان اليأس تمكن منك لفترة , ثم انك عدت لتضع خطط جديدة .
التغيير الناجح للعادات
ان تغيير اى عادة مسالة شاقة , لا سيما اذا كانت عادة راسخة طوال الحياة . و لكن الاخبا الطيبة هى ان علماء النفس السلوكى , من خلال سنوات الدراسة الطويلة , اكتشفوا الاسباب وراء نجاح البعض و فشل البعض الاخر فى تغيير عاداتهم . فقد اكتشفوا ان هناك اساليب محددة اكثر من غيرها و من الممكن استخدامها على حد سواء , سواء كنت بصدد محاولة انقاص وزنك, او الاقلاع عن التدخين , او الكف عن العض على اناملك .
فى الصفحات التالية ستتعلم كيف يمكنك تطبيق هذه الاساليب المجربة على التاخر و التسويف , و كيف تضمن لنفسك النجاح على افضل ما يكون . ان المفاتيح الاساسية الثلاث للتغيير الناجح للعادات هى :
تطوير التوجه الصحيح .
مراقبة نفسك .
وضع اهدافك و مكافاة نفسك .
تطوير التوجه الصحيح
” ان اكبر الاكتشافات التى توصل اليها جيلى هى ان البشر يستطيعون تغيير حياتهم بواسطة تغيير توجههم الفكرى “
وليام جيمس
الق نظرة على اولوياتك . هل امكانية الاعتماد عليك مهمة بالنسبة لك ؟ اذا كنت ستصبح شخصا مواظبا على مواعيدك , فان اول و اهم التوجهات التى سيتحتم عليك تبنيها هى رصد اولوية للالتزام بالمواعيد و لامكانية الاعتماد عليك . و بينما تشرع فى ممارسة التمارين التى يشتمل عليها الكتاب الذى بين يديك , تذكر ان جزءا من عملية التاخر و المماطلة يكمن فى تبنى و الالتزام باسلوب حياة مسئول و مفعم بالكياسة . فالعيش بهذا الشكل لن يزيد من التزامك بالمواعيد فقط . بل سيساعد ايضا على بناء شخصيتك و تعزيز نزاهتك و علاوة على ذلك , فبينما تعود نفسك على ان تصبح شخصاً يتمتع بالكياسة ويعتمد عليه , ستكتشف ان الاحترام و مراعاة شعور الاخرين سيعاودانك .
و الواقع انه لايوجد سر حقيقى لصقل هذه المهارات . فامكانية الاعتماد على الشخص و احساسه بالمسئولية تقومان ببساطة على التخلى عن التوجه الفكرى الانوى , و وضع اهتمامات الاخرين فى مرتبة اعلى او مساوية لاهتمامتك . يشرح العالم النفسانى و المؤلف الاكثر مبيعا ديفيد ليبرمان فى كتابه ” Instant Analysis ” قائلا:
” لا يسعك ان تكرس الكثير من الاهتمام لنفسك و للاخرين فى نفس الوقت . فاذا كنت منشغلا بـــ “الانا” فستجد انه لم يعد لديك فسحة لبقية العالم ” .
توقف فوراً
تفهم انه لكى تحقق جهودك النجاح المنشود يجب ان تحاول ان تكون شخصا يعتمد عليه يواظب على مواعيده كلها – سواء مواعيد عمل او مواعيد حفلات عشاء او مواعيد الطبيب – كل شئ . و قد يبدو لك الامر و كانه ” لا يمثل مشكلة كبيرة ” عندما تتاخر لبضع دقائق عن العمل او خمس دقائق على لقاء الاصدقاء و لكن الان يجب ان تتبنى التوجه القائل بانه من المهم ان تصل فى الموعد المحدد . يجب عليك ان تتخلص من عادة التاخر ” فوراً” .
ان التعود على الالتزام بالمواعيد يشبه كثيراً الاقلاع عن التدخين . فقد اكتشف الباحثون ان المدخنيين عادة ما ينجحون فى الاقلاع متى يحاولون التخلص من هذه العادة فوراً و عندما يتبنوا توجها فكريا مفاده ان التدخين ليس خيارا مقبولا . و بهذه الطريقة لا يتحتم عليهم ان يقرروا فى كل لحظة فى كل يوم ما اذا كان عليهم اشعال سيجارة ام لا . و بينما يمر عليهم كل يوم بدون تدخين يصبح عدم التدخين عادة .
و بالمثل اذا سمحت لنفسك بالتاخر فى مناسبات بعينها لان ” الامر ليس مهما بالمرة ” او لان ” ضع دقائق ليست بالمشكلة الكبيرة ” فانك لن تسمح لعادة الالتزام بالمواعيد بالتأصل بداخلك .
ضع فى اعتبارك ان العادات السيئة لا تزيد على كونها قرارات غير حكيمة تتخذ مراراً و تكراراً . و لذا اتخاذ القرار بالتكبير دائما و لاحقا عندما تصبح المحافظة على المواعيد عادة راسخة فيك يمكنك الاسترخاء بشكل اكبر و لكن فى الوقت الراهن من الضرورى ان تمنح المسالة اولوية و اهتماما .
لا تتوقع ان يكون الامر يسيرا
الجميع يريدون نتائج لحظية . فاننا جميعا نود ان نحصل على ” السر المضمون البسيط ” للنجاح. و لكن الحقيقة انه لا يوجد حلول بسيطة لتغيير العادات الراسخة منذ زمن طويل .
و كما رايت فى الفصل الاول فان العديد من العادات – حتى السلبية منها – تعود علينا بالفائدة بشكل او باخر . و سواء عن وعى او دون وعى منا فهى تضفى علينا شيئا من المتعة و المتعة قد يكون من الصعب التخلى عنها .
فى عام 1954 اكتشف باحثان و هما أولدز و ميلز ان المتعة من الممكن ان تتحول الى ادمان بشكل ما . فقد دربا مجموعة من الفئران على تحفيز مقدمات مخاخهم الكترونيا و هى المنطقة المسئولة عن الاحساسيس الممتعة فى المخ . فعندما ضغطت الفئران على عمود معدنى تلقت مختخهم تحفيزا و هو ما جعلهم يشعرون باحساسيس ممتعة . و لقد كانت الرغبة فى استشعار المتعة قوية جدا لدرجة ان الفئران سرعان ما تجاهلت الطعام و الشراب و فضلت تحفيز المخ عليها حتى اصيبت فى نهاية المطاف بالضعف و الجفاف .
و بيمنا اننا نحن البشر قد نبدى ضغطا اكبر من ضغط النفس مقارنة بهذه الحيوانات المعملية الا اننا نعانى من صعوبات شبيهه كلما حاولنا التخلص من العادات التى تخلع علينا نوعا من امواع المتعة او تعود علينا بفائدة ما . و لذا كن على استعداد لتقديم تضحيات و حاول و افشل و حاول ثانية و لا تيأس فالفشل طبيعى جدا . ركز على اولوياتك فحسب .
راقب نفسك
لعلك الان لاحظت فكرة متكررة , اهمية القاء نظرة جديدة على افعالك و سلوكك التلقائى . تذكر ان السلوكيات التلقائية هى كل تلك الاعمال الروتينية و العادات التى نؤديها دون تفكير و بينما ان السواد الاعظم من السلوكيات التلقائية تخدم غرضا ما الا انها من الممكن ان تصعب من تغيير العادات . و عندما لا نعى افعالنا و دوافعنا بشكل شمولى يصعب علينا ان نكتشف كيفية التغيير.
و بينما تدير شئونك المنتظمة على مدار الاشهر القليلة المقبلة تذكر ان تمارس مراقبة الذات . وانتبه الى الخيوط التى تؤدى الى سلوكك الميال للتاخر . و تذكر اننا نتخذ قرارات سواء عن وعى منا او دون وعى بناء على معادلة الفوائد فى مقابل المساؤى . و احد اهداف مراقبة نفسك هو اكتشاف الفوائد التى تعود عليك من جراء هذا السلوك . حاول ان تراقب الامور التى تؤدى بك الى التاخر , شعورك , و افكارك , و افعالك .
تابع مسار الكتابة
ان تسجيل انماطك و مدى التقدم الذى تحرزه كتابة يحدث فارقا عظيما فى نجاح تغيير عادة ما . فالكتابة لا تساعدك فحسب على ان ترى سلوكك بشكل اوضح بل تساعدك ايضا على تحليل افعالك بشكل اكثر موضوعية و تعزز من التزامك تجاه هدفك . و على الرغم من ان هذه هى احدى اهم الخطوات فى تغيير العادات , الا انها الخطوة التى يتجاهلها اغلب الناس .
ضع اهدافا و كافئ نفسك
لن المكون الاساسى لتغيير الناجح للعادات هو الكشف عن الاجراءات التى ستتبعها بالضبط و كيفية اتخاذها . فسيتحتم عليك ان تقرر مدى التغير الذى تود ادخاله على نفسك , هل تود الوصول الى العمل مبكرا بعشر دقائق يوميا ؟ هل من المقبول ان تصل الى الحفلات متاخرا خمس عشرة دقيقة ؟ و بينما انك قد تغرى بــ ” الارتجال ” ستساعدك الاهداف الواضحة المكتوبة على تركيز جهودك .
حدد ايضا الى اى مدى تود ان تراقب نفسك . كرس خمس دقائق اسبوعيا لكى تلقى نظرة فاحصة على تقدمك و اكتشاف الاجراءات التى افلحت و تلك التى اخفقت . فهذا وقت مناسب لاعادة تنظيم خطوطك و تغيير استراتيجيتك بناء على الاستراتيجيات الناجحة و تلك الفاشلة .
مكافأة نفسك
منذ فترة طويلة اكتشف علماء النفس السلوكى اسلوبا اطلقوا عليه ” التعلم بالتداعى ” فعندما تود ان يؤدى الكلب حيلة ما – كأن يجلس عل سبيل المثال – فانك تطلب منه ان يجلس ثم تقدم له جائزة . ولذا فان احتمال ان يجلس الكلب فى المرة التالية مرتبط مباشرة بما حدث بعد ان جلس فى المرة الاولى . فاذا حصل على جائزة تتفوق احتمالات اذعانه و جلوسه عما لو لم يكن تلقى اى مكافأة .
و البشر اشبه بهذا من حيث ان عقولنا تربط ما بين الافعال و التبعات . فاذا ترتب على تاخرنا فائدة ما سواء كانت تحفيزا او اثارة او مزيدا من الوقت لانفسنا يتعزز سلوكنا و سنواصل تاخرنا. و اذا لم نفد قط من وصولنا مبكرا فسنربط ما بين الافكار و انعدام الفائدة و بالطب ستتقلص احتمالات ابكارنا .
و عندما تحاول استبدال عادة قديمة بعادة جديدة من الممكن ان تلعب الجوائزدور الدوافع القوية . فالاشخاص الذين يجدون الحافز فى الجوائز اميل الى التغير بكثير من هؤلاء الذين لا يتلقون اى جائزة . و مما يثير الانتباه ان التعزيزات السلبية او العقوبات لم يكتشف ان لها نفس الفعالية فيما يتعلق بتغيير العادات .
و لعل اهم شئ فيما يتعلق بالجوائز هى ان تكون فورية . فمن المهم ان تمنح نفسك جائزة لقاء كل تقدم تحرزه مهما كان ضئيلا . فعندما تقر نجاحاتك البسيطة فانك تحفز نفسك على القيام بنفس الشئ الغذ و بعد غد . و لذا تاكد من تكافئ نفسك على ابكار او حتى وصول فى الموعد المحدد .
كيف ينبغى ان تكافئ نفسك ؟ هذا يعتمد على ما يحفزك بطبيعة الحال . فهناك امراة اعرفها تمنح نفسها راحة لخمس دقائق كلما نجحت فى تحقيق اهافها . و فى هذه الدقائق الخمس تسمح لنفسها للقيام بشئ شديد العبثية و لا طائل من ورائه كقراءة المجلات او الحملقة فى الطيور فى الميدان المواجه لنافذة مكتبها . و هناك رجل اخر كان يكافئ نفسه بالجلوس فى السيارة عندما ياتى مبكرا و يربت على ظهره حرفيا و يجدث نفسه قائلا : ” احسنت ” .
و مهما كانت المكافاة التىتستقر عليها حتى و ان كانت ان تسمح لنفسك بالابتسام لخمس عشرة ثانية و تهنئ نفسك قدمها لنفسك على الفور . ستبدا فى الربط ما بين مشاعرك الطيبة و افعالك من ناحية و الوصول فى الوعد المحدد من ناحية اخرى و هو ما سيساعدك على الدنو اكثر و اكثر من بغيتك .
و بينما ان الاهداف الفورية هى الاكثر فعالية عندما ترصدها لنفسك الا ان الاهداف بعيدة المدى من الممكن ان تتسم بالتحفيز بشكل خاص عندما يرصدها لك شخص اخر . على سبيل المثال يمكنك ان تتفاوض مع زوجتك بشان شراء شئ مميز لك اذا حققت اهدافك . او ربما يقتنع مديرك بمنجك تصريحا للخروج فى وقت الظهيرة عندما تصل مبكرا الى العمل لمدة شهرين . وعلى كل حال حاول ان ترصد لنفسك جوائز قصيرة و متوسطة و طويلة الاجل على انجازاتك التى حققتها .
ملاحظة أخيرة
أصبحت الآن بمفردك
اتمنى انك من خلال اماطة اللثام عن مفاتيح تاخرك تكون قد اكتسبت الثقة و الانضباط وعلمت المزيد عن نفسك اكثر مما كنت تتوقع . ان الغرض من الكتاب الذى بين يديك ليس فقط مساعدتك فى جانب واحد بل ايضا تبيان كيف يمكن مساعدة نفسك فى العديد من الجوانب .
من الارجح انك اكتسبت تبصرات فى هذه المرحلة فيما يتعلق بموقفك الشخصى و عززت من وعيك بانماط تاخرك و الفوائد الت ىتعود عليك منه . لقد اخترت نمطا او نمطين من انماط التاخر التى تشبه انماطك الى ابعد الحدود و انتفيت اربع او خمس تمارين بدت انسب اليك من غيرها . و دونت اهدافك كتابة كما انك وضعت خطة عمل لكى تخطو خطواتك الاولى على درب التغلب على التاخر و التسويف . و لقد صرت الان جاهزا للبدء فى ممارسة ما تعلمته .
و اذ تبدء فى تنفيذ خطتك ستشعر من الارجح بقدر كبير من الحماس و قد يستقر رايك على ان تتعامل مع العادات السيئة الاخرى . بيد انه من الافضل فى هذه المرحلة ان تركز فقط على سلوك واحد فى كل مرة . فبينما يبدا الكثيرون بدفعة قوية من الطاقة و التركيز الا انهم بمرور الوقت يجدون انهم يرتدون على اعقابهم ثانية و يمارسون عاداتم القديمة . و العودة الى جادة الصواب تتطلب عزيمة و لذا فانا اقترح عليك ان تحاول التعامل مع عادة واحدة فى البداية و بذا ستجد انه من الاسهل ان تحافظ على مسارك السليم . و لاحقا ستتمكن من استخدام النصائح و التمارين التى يشتمل عليها هذا الكتاب لمساعدتك فى الجوانب الاخرى من حياتك . و لكن امامك الكثير من الوقت لهذا اما الان فحافظ على تركيزك على المواظبة .
لا تخش من طلب المساعدة كلما احتجت اليها . فاحيانا ما لاتفيد كافة النصائح المكتوبة فى العالم و لا تحل محل بضع جلسات رائعة مع عالم نفسانى او طبيب نفسانى او مدرب خاص . لقد اكتشفت فى خلال مقابلاتى الشخصية و الابحاث التى اجريتها انه بينما ان الاطباء و العلماء النفسانيين هم افضل من يتعامل مع المشاكل العاطفية العويصة مثل الاحترام المتدنى للذات او اضطراب تشوش الانتباه , نجد ان المدربين الخصوصيين من الممكن ان يكونوا ذوى نفع عظيم فى التعامل مع السلوكيات اليومية التى تجعلنا نستمر فى اماكننا . و بينما ان جلسات التدريب عادة ما تتعامل مع المشاكل العاطفية ايضا الا انها تركز بشكل اكبر على تطوير خطوات فعلية للمساعدة على تغيير السلوك .
اتمنى لك حظا سعيدا فى تحقيق اهدافك . اذا عانيت من انتكاسات احيانا فاعد تنظيم صفوفك و تذكر قيمة الايمان بنفسك . اعلم انك ستصل الى وجهتك اذا حاولت المواصلة . و تذكر كلمات الشاعر رالف ايميرسون حيث قال:
ان ما يقبع وراءنا
و ما يقبع خلفنا
هى شئون بسيطة
مقارنة بما يقبع بداخلنا .
* * *
انتهت بحمد الله المقالة السادسة لمسار كيم التعليمى للانضباط الوظيفي
بقلم الدكتور / محمود الضابط – كلية التجارة جامعة عين شمس
– تابعنا على صفحة موسوعة كيم لتنمية المهارات وبناء القدرات
أو تواصل معنا ( مركز الخبرات الإدارية والمحاسبية / كيم ) على رقم جوال أو واتس أب : 00201005289720
====================
هذه المادة محمية بحقوق الملكية لمركز كيم للتدريب والإستشارات ولايحوز الاقتباس منها الا بعد اذن كتابي من المالك CAME CENTER
اعداد / حمدي حسن – نائب مدير التدريب بمركز كيم