فن الإتيكيت والبروتوكول الدولى – سلسلة مقالات
بقلم / د. خالد توفيق حمزة – نائب رئيس مجلس إدارة مركز كيم
يعتبر الإتيكيت من السلوكيات الإنسانية التى يجب على المرء أن يضعها فى إعتباره أينما ذهب وحيثما جلس أو تحدث مع جلسائه فى موضوع من الموضوعات, وأصبح للإتيكيت أسس وقواعد معروفة يعمل بها فى المجتمعات المتحضرة.
ولاشك ان ذلك مفهوم راق ومحتوى إنساني حضاري، فالحضارة ليست قصراً، ولا سيارة فارهة، ولا مجرد زينة في الوجه والملبس، ولكنها ـ بالدرجة الاولى ـ التعامل الإنساني الراقي فيما يعرف بـ آداب اللياقة ، وسيتم تناول النقاط التالية فى هذه المقالة وفقا للتالي:
المفهوم المعاصر لفن الإتيكيت والبروتكول:
- المفهوم الدولي والمحلي للاتيكيت والبروتوكول.
- المجاملة ودستور الاتيكيت والبروتوكول.
- مفاهيم تطبيقية للذكاء والشخصية الجذابة.
- قواعد الشكر والثناء.
صورة
خلفية تاريخية عن تطوراداب السلوك والبروتكول
حضارة ما قبل التاريخ
- عندما كان يلتقي رجلان كان يمد كلٌّ منهما يده اليمنى نحو الآخر يهزها ليظهرا أنهما لا يحملان سلاحًا. إن هزّ اليد بدأ إظهارًا للصداقة والمسالمة. ومازال كذلك برغم أن السبب العملي له قد اختفى.
الحضارة الفرعونية.
- قبل اربعة آلاف سنة، كتب بتاهوتيب، وزير في بلاط العائلة الفرعونية الخامسة في مصر، عن طريقة الوقوف لتحية الضيف او عدم الوقوف اذا كان الضيف «اقل قيمة».
حضارة اليونان القديمة وروما
- تطورت قواعد السلوك الاجتماعي السليم حيث كانت لأباطرة روما اتيكيتات خاصة بهم.
خلفية تاريخية عن تطوراداب السلوك والبروتكول
الحضارة الصينية
- وكتب كونفيوشس الفيلسوف قواعد عن الاكل والكلام (متى يمضغ فمك الطعام، ومتى يتكلم، وكم مرة تمضغ، وكم جملة تتكلم، ثم تعود الى المضغ).
القرون الوسطى فى اوروبا
- ومعظم آداب السلوك الرسمية في الثقافة الغربية نشأت في البلاط الملكي الفرنسي أثناء القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين. كذلك وضع النبلاء الذين كانوا يعيشون في البلاط قائمة للسلوك الاجتماعي الذي يعدونه سليمًا ولائقًا (رغم ان لويس الرابع عشر كان يأكل باصابعه، وكأنه يتعالى عن الذين كانوا يأكلون بالشوك والسكاكين).
القرون الوسطى فى اوروبا
- ومعظم آداب السلوك الرسمية في الثقافة الغربية نشأت في البلاط الملكي الفرنسي أثناء القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين. كذلك وضع النبلاء الذين كانوا يعيشون في البلاط قائمة للسلوك الاجتماعي الذي يعدونه سليمًا ولائقًا (رغم ان لويس الرابع عشر كان يأكل باصابعه، وكأنه يتعالى عن الذين كانوا يأكلون بالشوك والسكاكين).
- كما وجد شكل من أشكال آداب السلوك منذ زمن طويل وهو البروتوكول (نظام التشريفات) في الوظائف الاجتماعية التي يحضرها موظفو الحكومة والضباط الحربيون والدبلوماسيون الأجانب، ويتقيد به الناس من ذوي المستوى العالي في العمل التجاري والعمل المهني.
- خلفية تاريخية عن تطوراداب السلوك والبروتكول
فى امريكــــــــــــــا
- ونقل توماس جفرسون (الرئيس الثالث لاميريكا الذي كان سفيرا في فرنسا) اجزاء من الاتيكيت الفرنسي، وكتب عنها في كتبه. ومما كتب: «جئت من فرنسا بأداب تعالج بعض الهمجية في سلوكنا».
- ، ظهر «نيتيكيت» Netiquette (إتيكيت الإنترنت ويسمى آداب أو أخلاقيات الإنترنت وتختصر باللغة الإنجليزية بكلمة Netiquette أي Network Etiquette) )، هي أيضا مجموعة من القواعد وأداب السلوك، ولكنها تختص باستخدام وسائل الإتصال المختلفة في العالم الإلكتروني، وقد ظهر هذا المصطلح لأول مرة في عام1983 .
فى رأيك
ما هو علم الايتيكيت؟
هناك تباين في فهم الموضوع عند كثير من الناس فالبعض يرى أن الإتيكيت
- هو مجرد كلمات أجنبية تتردد بين ثنايا الحديث,
- والبعض يرى أن الإتيكيت هو الأكل بالملعقة والشوكة حول طاولة الطعام,
- والبعض الآخر يرى أن الإتيكيت تقليد لأشكال ولباس الغرب,
- وهناك من يرى أن الإتيكيت هو الموضة بشكل عام ..
ويعتبر الإتيكيت من السلوكيات الإنسانية التى يجب على المرء أن يضعها فى إعتباره أينما ذهب وحيثما جلس أو تحدث مع جلسائه فى موضوع من الموضوعات, وأصبح للإتيكيت أسس وقواعد معروفة يعمل بها فى المجتمعات المتحضرة.
ولاشك ان ذلك مفهوم راق ومحتوى إنساني حضاري، فالحضارة ليست قصراً، ولا سيارة فارهة، ولا مجرد زينة في الوجه والملبس، ولكنها ـ بالدرجة الاولى ـ التعامل الإنساني الراقي فيما يعرف بـ آداب اللياقة.
وأشتهر فى هذا المجال, البروتوكول البريطانى, والفرنسى, والروسى, وهى المدارس السائدة اليوم, وترى ذلك بوضوح فى الإحتفالات والمناسبات والإجتماعات والسهرات والمأدب والإستقبالات والجلسات … وغيرها, وتضاف إلى هذه المدارس المشهورة تعديلات طفيفة لها دلالات أو إشارات أو يقصد بها مواقف معينة ..خاصة فن الإتيكيت الصينى واليابانى
- وكل ثقافة لها نظامها الخاص بآداب السلوك. فالسلوك الذي يُعتبر لائقًا في إحدى الثقافات قد لا يكون لائقًا في الأخرى.
أداب السلوك فى الثقافات المتعددة
ففي اليابان،
- على سبيل المثال، يخلع الناس أحذيتهم قبل دخول المنزل، ولكن في معظم البلاد الغربية فإن الضيوف يُعدُّون غير مهذبين سلوكيًا إذا خلعوا أحذيتهم.
- وفي بعض البلاد يُعدُّ سير الرجل أمام المرأة من سوء الأدب، وفي بعضها الآخر فإن المرأة تسير دائمًا وراء زوجها دلالة على تقديرها لمنزلته.
تحية العربي:
- تركز على اللمس فقد تطول المصافحة باليد، او تتحول الى مسك باليد، او تتحول الى مصافحة باليدين، او مسك باليدين، او تدليك لليدين، او تتحول تحية اليد الى عناق عابر، او عناق مع طبطبة على ظهر الشخص الآخر، او مع لف اليد، او اليدين، حول ظهره، او تتحول تحية اليد الى تقبيل اليد، او الذراع، او اعلى الصدر، او الخد، او الخدين، مرة او مرتين، او ثلاث مرات، او تقبيل الجبهة او تلامس الانفين.
البروتوكول
- هو علم المعاملة والسلوك، وفيه مجموعة من القواعد والقوانين والاجراءات التى يجب ان تتبع فى العلاقات الرسمية وغير الرسمية.
الدبلوماسية
- هي التعامل مع دول وثقافات مختلفة، سواء في اتيكيتاتها او في بروتوكولاتها.
مصدر كلمة اتيكيت
لقد اشتقت كلمة إتيكيت من اللغة الفرنسة, ومعناها لفظياً البطاقة THE TICKET)). الملك الفرنسي لويس الرابع عشر اعتاد ان يقيم حفلات في قصر فرساي و عند دخول المدعويين لوحظ انهم يسيرون علي عشب الحديقة الموجودة بالقصر و لا يمشون علي الطرق او الممرات المخصصة للسير للدخول الي القصر فطلب من المسؤلين عن الحديقة لفت انتباههم بلافتات لكي يبتعدوا عن السير علي العشب و الازهار و لكن لم يحدث شيئاً فقرر ان يصدر مرسوم بإحترام هذه اللافتات و عدم التجاوز عنها و من هنا اتت كلمة اتيكيت.
مفهوم الاتيكيت
الاتيكيت هو احترام النفس، واحترام الآخرين، وحسن التعامل معهم وهو يعكس العديد من المفاهيم: كالسلوك , الأخلاق , الذوق العام , فن التصرف , فن التعامل مع الآخرين , فن الخصال الحميدة.
مفهوم الإتيكيت في الموسوعة البريطانية فهو:
السلوك الذي يساعد الناس على الانسجام والتلاؤم مع بعضهم البعض ومع البيئة التي يعيشون فيها.
مثال على قواعد الاتيكيت
وسأضرب مثال مبسط يبين علاقة البطاقة بالإتيكيت, فخذ على سبيل المثال (بطاقة الدعوة والمناسبات) لو دعيت إلى حفلة في فندق كبير, كيف ستتصرف في ضوء بطاقة الدعوة والتعليمات ؟ ستسلّم المعطف أولاً على باب الفندق, ومن ثم ستدخل وتسلّم على الداعي , ستجلس في غرفة الشاي , ستكلم كبير الخدم ليعطيك التعليمات .
إتيكيت العمل
لاتيكيت هو فن الجمع ما بين التمرس على بروتوكول التعامل الراقي من حديث شفهي، واتصالات تحريرية، وجاذبية الحركة، وذكاءات اجتماعية متعددة، و فكر متفتح يقدم المبادرات المتعددة من أجل الدفع بأوضاع المؤسسة نحو الأفضل على المستوي الرسمي وغير الرسمي.
ولكن لماذا يستخدم الإتيكيت ؟
لأن أي تصرف أو سلوك قد يعطي عن ذاتك صورة جيدة كانت أو سيئة ؛ فهو يحميك من أي إساءة في أي مكان .
فتصرفات الناس في الموقف تختلف من شخص لآخر وذلك يعود على : البيئة , والشخصية , والخبرات, والقناعات فإذا كانت القناعات إيجابية كان التصرف إيجابياً إما إذا كانت سلبية كالشخص الذي يذم دائماً فإن تصرفه سيكون سلبياً.
قواعد الاتيكيت و البروتوكول الدولى
قواعد الاتيكيت و البروتوكول الدولى: هى مفهوم اشمل فهى تحدد طريقه التصرف على المستوى الدبلوماسى فيكون بروتوكول التعامل مع الناس له طابع دولى وبين دبلوماسيين مثل احترام رئيس الدوله واستقباله وتحية العلم وزياره الرؤساء الاجانب.
المجامله:-
هي فن الإرضاء , وهي الصفه التي تجد طريقها الى كل قلب وتعطي فكرة حسنة عن صاحبها وهي تقدم على أساس أن يراعى المرء ويضع في إعتباره شعور وحقوق واماني الأخرين .
- تعتبر المجاملة عموما دستور الإتيكيت والبروتوكول وخاصة إتيكيت التعامل الرسمي والاجتماعي، و يمكن تعريف المجاملة بأنها فن الإرضاء، حيث تعطى فكرة طيبة عن صاحبها، كما وأنها تصل بسهولة إلى القلب، وبمعني آخر إذا وضع الشخص في اعتباره عند كل تصرف شعور وإحساس وحقوق وتطلعات الآخرين، فإن ذلك يمثل البداية الصحيحة لأصول الاتيكيت.
ويستطيع الإنسان بمراعاة شعور الآخرين أن يحقق نجاحاً اجتماعياً، ذلك أن من يضع في اعتباره التزامه نحو غيره أكثر من التزامه نحو نفسه يصبح احتمال خطأه أقل بكثير من الشخص الملم بقواعد الاتيكيت، “ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم”.
وتدل المجاملة والإخلاص والبساطة واللباقة على الأصل الطيب، وبصفة عامة فإن أفضل ما توصف به المجاملة ذلك القول:
“أحب لغيرك ما تحب لنفسك”.
“ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك”
“لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلق أخاك بوجه طلق”